القَدْر

القَدْر: القَدْر والقَدَر: القضاء والحكم، وهو ما يُقدّره الله عزّوجلّ من القضاء ويَحكم به من الأمور (1) . والقَدْر والتقدير: تبيين كمّية الشيء. يُقال: قَدَرْته وقَدَّرته. وقَدَّره (بالتشديد): أعطاه القُدرة .
وتقدير الله تعالى الأشياء على وجهَين: أحدهما بإعطاء القدرة، والثاني بأن يجعلها على مقدار مخصوص حسبما اقتضت الحكمة (2) .
ومن المعاني التي وردت لمادّة « قدر » في القرآن الكريم :
1 ـ القَدْر: العَظَمة (3) ، ومنه قوله تعالى : وما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِه (4) ، أي حقّ عظمته. وقوله : إنّا أنزَلناهُ في لَيلةِ القَدْر (5) أي في ليلة الشرف والخَطَر وعِظَم الشأن .
2 ـ قَدَر: ضيّق وقَتَّر (6) ، ومنه الآية الكريمة : اللهُ يَبسُطُ الرِّزقَ لمن يشاءُ ويَقْدِر (7) ، أي يُقتّر ويُضيّق، وقوله : فظَنّ أن لن نَقدِرَ عليه (8) أي فظنّ أن لن نُضَيّق عليه .
3 ـ قَدَر وقَدَّر: صَوَّر (9) ، ومنه قوله سبحانه : فقَدَرْنا فنِعمَ القادِرون (10) ، أي صوّرنا فنِعم المصوّرون، يعني تصوير الأجنّة في الأرحام .
4 ـ قَدَّر: جَعَل (11) ، ومنه قوله تعالى : وهو الذي جَعَلَ الشمسَّ ضياءً والقمرَ نوراً وقَدَّرَهُ مَنازِلَ (12) ، وقوله: « خَلَق كلَّ شيءٍ فقَدّرهُ تقديراً » (13) أي جعل للخلق آجالاً وأرزاقاً .
5 ـ القَدَر: الوُسع والطاقة (14) ، ومنه الآية الكريمة : ومَتِّعوهُنَّ علَى المُوسِعِ قَدَرُهُ وعلَى المُقِتِر قَدَرُه (15) .
6 ـ القَدَر: المدّة المعلومة (16) ، ومنه قوله سبحانه : فجعَلَناهُ في قَرارٍ مَكينٍ * إلى قَدَرٍ معلوم (17) ، أي إلى مقدارٍ من الوقت معلوم، يعني مدّة الحمل .
7 ـ القَدَر: السَّعة والظَّرفيّة (18) ، ومنه الآية المباركة : أَنزلَ مِن السماءِ ماءً فسالَتْ أودِيةٌ بقَدَرِها (19) ، يعني فسال كلُّ نهرٍ بقدره. وقيل: « بقدرها » أي بما قُدِّر لها من مائها .
8 ـ قَدَر: قوِيَ (20) ، ومنه قوله تعالى : أيَحسَبُ أن لن يَقدِرَ علَيهِ أحد (21) أي : أيحسب أن لن يقوى على عقوبته أحد . القُدّوس

القُدْس والتَّقديس: تنزيه الله تعالى، والقُدّوس: الطاهر المنزَّه عن العيوب والنقائص (1) .
وقد ورد اسم « القدّوس » ـ وهو من أسماء الله تعالى ـ في القرآن الكريم مرّتين (2) : في قوله عزّ من قائل : هُوَ اللهُ الذي لا إله إلاّ هو الملِكُ القُدّوس (3) ، وقوله عزّوجلّ : يُسَبِّحُ للهِ ما في السماواتِ وما في الأرضِ الملِكِ القُدّوسِ العزيزِ الحكيم (4) .
وقيل في معنى « القدّوس » في الآيتين الكريمتين: القدّوس هو البريء من شوائب الآفات الموجبات للجهل (5) . وقيل: أي الطاهر من كلّ عيب ونقص وآفة، المنزّه عن القبائح. وقيل: هو المطهَّر عن الشريك والولد، لا يُوصف بصفات الأجسام، ولا بالتجزئة والانقسام. وقيل: هو المبارك الذي تَنزل البركات من عنده (6) .
والتقديس هو التطهير والتبريك، وفي التنزيل : ونحنُ نُسَبِّحُ بحمدِكَ ونُقَدِّسُ لك (7) أي نُطهّر أنفسَنا لك، وكذلك نفعل بمن أطاعك نقدّسه، أي نُطهرّه .
ومن هذا « بيت المَقْدِس » أي البيت المطهَّر، أي المكان الذي يُتطهَّر به من الذنوب (8) .
وقيل في معنى « نقدّس لك »: أي نُنزّهك عمّا لا يليق بك من صفات النقص، ولا نُضيف إليك القبائح (9) .