العقل

هو الحِجر والنُّهى، وهو ضدّ الحُمق، والجمع عُقُول، مأخوذ من عَقَلْتُ البعيرَ: إذا جمعتُ قوائمَه. والعاقل: الذي يحبس نفسَه ويردّها عن هواها (1) .
والعقل يُقال للقوّة المتهيّئة لقبول العِلم، ويُقال للعِلم الذي يستفيده الإنسان بتلك القوّة عَقل (2) .
وقد أكّد الله سبحانه في قرآنه الكريم على العقل والتعقّل، وامتدح ذوي العقول والألباب، وذمَّ الذين لا يعقلون وسمّاهم شرّ الدّوابّ، فقال عزّ من قائل : كذلكَ لِيُبيِّنَ اللهُ لَكُم آياتِه لَعلّكُم تَعقِلون (3) ، وقال : إنّ شَرَّ الدَّوابِّ عِندَ اللهِ الصُمُّ البُكْمُ الذينَ لا يَعقِلون (4) .
وروي عن النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله أنه قال: ما خَلَق اللهُ خلْقاً أكرمَ عليه من العقل (5) ، وقال أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام: العقلُ شَرعٌ مِن داخل، والشرعُ عقلٌ من خارج (6) .
وفي وصيّة الإمام الكاظم عليه السّلام لهشام بن الحَكَم: يا هشام! إنّ الله تبارك وتعالى بشّر أهلَ العقل والفهم في كتابه، فقال : بَشِّرْ عباد * الذينَ يَستَمعونَ القَولَ فيَتّبعونَ أحسنَهُ أُولئكَ الذينَ هَداهُمُ اللهُ وأولئكَ هُم اُولو الألباب . يا هشام بن الحَكَم! إنّ الله جلّ وعزّ أكملَ للناس الحُججَ بالعقول، وأفضى إليهم بالبيان، ودلّهم على ربوبيّته بالأدلّة ـ الحديث (7) .