العزّة

هي الرِّفعة والامتناع والغَلَبة (1) . وهي حالة مانعة للإنسان من أن يُغلَب، من قولهم: « أرضٌ عَزاز » أي صُلْبة (2) .
والصلابة هي الأصل في معنى العزّة، ثمّ تُوسِّع فاستُعمل العزيز فيمن يَقهَر ولا يُقهَر، كقوله تعالى : يا أيُّها العزيزُ مَسَّنا وأهلَنا الضُّرّ (3) .
ومن المعاني التي وردت للفظ « العِزّة » في القرآن الكريم :
1 ـ العزّة بمعنى الغَلَبة (4) ، ومن ذلك قول الله سبحانه : وعَزَّني في الخِطاب (5) .
2 ـ العِزّة بمعنى الحميّة (6) ، ومنه قوله تعالى: «بَلِ الذينَ كفروا في عِزّةٍ وشِقاق » (7) يعني: في حَميّةٍ واختلاف .
3 ـ العزّة: المَنَعة، ومنه قوله عزّوجل : لَيُخرِجَنّ الأعَزُّ منها الأذلّ (8) يعني : الأمنَع، وقوله تعالى: « مَن كانَ يُريدُ العِزّة » (9) يعني المَنَعة .
4 ـ العِزّة: صعوبة المَنال (10) ، قال تعالى : وإنّهُ لَكتابٌ عَزيز (11) .
5 ـ العِزّة: الشدّة (12) ، ومن ذلك قوله سبحانه : عزيزٌ علَيهِ ما عَنِتُّم (13) يعني: شديداً يشقّ عليه .
وقد قال تعالى : وللهِ العزّةُ ولرسولهِ وللمؤمنين (14) ، ووجه ذلك أنّ العزّة التي لله ولرسوله وللمؤمنين هي الدائمة الباقية، وهي العزّة الحقيقيّة، والعزّة التي هي للكافرين هي التعزّز، وهو في الحقيقة ذُلّ، ومنه قوله تعالى : واتَّخَذوا مِن دونِ اللهِ آلهَةً لِيكونوا لَهُم عِزّاً (15) أي ليتمنّعوا به من العذاب (16) . العُزّى

صنم كان لقبيلة قيس وبني كِنانة. وقيل: هي سَمُرة ( أي شجرة ) كانت لغَطفان يعبدونها، وكانوا بَنَوا عليها بيتاً وأقاموا لها سَدَنة، فبعث رسولُ الله صلّى الله عليه وآله إليها مَن هدم البيت وأحرق السَّمُرة (1) .
واللاّتُ والعُزّى ومَناة أصنام ثلاثة كانت معبودة لعرب الجاهليّة، وقد ذكر الله تعالى هذه الأصنام الثلاثة في الآيتين 19 و 20 من سورة النجم : أفَرأيتُمُ اللاّتَ والعُزّى * ومَناةَ الثالثةَ الأُخرى (2) وكان المشركون في زمن الجاهلية يُلقّبون هذه الأصنام الثلاثة بأنّها بناتُ الله سبحانه! ويقولون بأنّهم إنّما يعبدونها لذلك (3) ، فردّ تعالى عليهم في كتابه الكريم : أَلَكُمُ الذَّكَرُ وله الأُنثى * تِلكَ إذاً قِسْمَةٌ ضِيْزى (4) أي: إذا كان الأمر كذلك، وكان أرباب هذه الأصنام من الملائكة بناتٍ لله عزّوجل، وأنتم لا ترضون لأنفسكم إلاّ الذَّكَر من الأولاد، فهل لكم الذّكر ولله سبحانه الأُنثى من الأولاد ؟! تِلك إذاً قسمة جائرة غير عادلة ! (5)
ثمّ قال عزّوجلّ : إنْ هي إلاّ أسماءٌ سَمّيتُموها أنتمُ وآباؤكُم ما أنزَلَ اللهُ بها مِن سُلطان إن يَتَّبِعونَ إلاّ الظَنَّ وما تَهوَى الأنفُسُ ولقد جاءهُم مِن ربِّهِمُ الهُدى (6) . أي ليس تسميتكم لهذه الأصنام بأنّها آلهة وأنّها بنات الله إلاّ أسامي لا معاني تحتها، لأنّه لا ضرّ عندها ولا نفع، فهي تسميات أُلقيت على جمادات، ولم يُنزِل الله كتاباً لكم فيه حجّة بما تقولونه (7) .