وعي ولاية اللّه

وليس كل أحد يعي ولاية اللّه، وأكثر الناس ينعمون برعاية اللّه ونصره، ورزقه، وتأييده لهم، وتسديده إياهم، دون أن يعرفوا ذلك للّه، ودون أن يشكروا اللّه عليه.
وقليل من الناس من يعرف ولاية اللّه وهم أصحاب البصائر من المؤمنين، وأعز بشيء في نعم اللّه البصيرة، فإذا رزق الإنسان البصيرة; لمس يد اللّه تعالى في كل


(1) البقرة: 57.
(2) البقرة: 60.
(3) آل عمران: 150.
(4) الحج: 40.
(5) غافر: 51.
(6) الأنفال: 40.
(7) النساء: 45.

جزء من حياته، ولمس رحمة اللّه وتسديده إياه في كل منعطفات حياته، ولم يفقد رعاية اللّه وتدبيره وتوفيقه حيث يحتاجها.
والذين آتاهم اللّه البصيرة والمعرفة يعرفون يد اللّه تعالى ورعايته لهم وعطفه عليهم في أحلك الظروف وفي ظروف البأساء والضراء.
وقد يدخل الإنسان أزمة شديدة وضيقاً شديداً في حياته الفردية أو الاجتماعية، فحسب أن اللّه تعالى قد أوكله إلى نفسه، ونسيه، وحاشاه، وإنما يرى ما لا نراه من صلاح عبده.
ويحتاج الإنسان إلى درجة عالية من الوعي والمعرفة حتى يعلم أن اليد التي تعصر قلبه في المحن والشدائد يد أرحم الراحمين.

يقول تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم)(1).

(فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل اللّه فيه خيراً كثيراً)(2).