الولاية الخاصة

وعدا الولاية العامّة التي تعم الناس جميعاً بالتدبير والرعاية والتسديد والتيسير... هناك ولاية أخرى يخصّ اللّه تعالى بها المؤمنين الصالحين من عباده، يفرّج عنهم الكربات، وييسر لهم أمورهم، ويفتح لهم مغاليق الأمور ويهديهم صراطه المستقيم، ويمنع عنهم شياطين الجن والإنس، ويخصهم من رعايته وفضله وكرمه بما لم يعرفها غيرهم من الناس.
يقول تعالى: (ومن يتق اللّه يجعل له مخرجاً * ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على اللّه فهو حسبه إن اللّه بالغ أمره قد جعل اللّه لكل شيء قدرا)(1).
وهذه ولاية خاصة بالمؤمنين لا ينالها غيرهم.
يقول تعالى: (اللّه ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات)(2).

هذه الولاية خاصة بالذين آمنوا (اللّه ولي الذين آمنوا).

وهذه الولاية: (يخرجهم من الظلمات إلى النور).

ولاجتماع المؤمن منزلة ورعاية خاصة عند اللّه تعالى واللّه عز شأنه يمنح اجتماع المؤمن من رعايته وفضله ما لم يعرفه غيرهم.