علاقة "الأنا" بالله تعالى

الأنماط الثلاثة للعلاقة بالله

علاقة "الأنا" بالله تعالى من الأمور الدقيقة التي تعطيها النصوص الإسلامية اهتماماً كبيراً.
فهناك أنماط من العلاقة بالله تعالى تقوم على أساس الطغيان على الله وتجاوز حدود
العبودية، والقرآن يسمّي هذه العلاقة بالطغيان، يقول تعالى: (كلا إنّ الإنسن ليطغى، أنّ رءاهُ استغنى)(العلق:6).
(فأما من طغى، وءاثر الحيوة الدُنيا، فإنّ الجحيم هي المأوى)(النازعات:37ـ39).

(فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغينهم يعمهون)(يونس:11).

وللطغيان في حياة الإنسان صورة ومصاديق كثيرة منها الخصومة مع الله تعالى:
(ألم ير الإنسنُ أنّا خلقنهُ مِن نطفةٍ فإذا هو خصيمٌ مبينٌ)(يس:77).

ومنه الصد عن سبيل الله:

(إنّ الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكونُ عليهم حسرةً ثم يغلبُون…)(الأنفال:36).

ومنه محاربة الله.

(والذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين وإرصاداً لمن حاربَ الله َ ورسولهُ)(التوبة:107).

ومنه محادّة الله:

(إن الذينَ يُحادونَ الله ورسولهُ أولئك في الأذلينَ)(المجادلة).

ومنه مشاقة الله:

(ذلك بانهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإنّ الله شديدُ العقاب)(الأنفال:13).
وهناك نوع آخر من العلاقة بالله قائمة على أساس الإدلال والمنّ على الله ورسوله:
(يمنونَ عليك أن أسلموا قُل لا تمنوا عليَّ إسلمكم بل الله يمنّ عليكم أن هديكم للإيمنِ إن كنتم صدقينَ)(الحجرات:17).
والنوع الثالث من العلاقة بالله تعالى قائمة على أساس العبودية لله والحب والذكر والخوف والرجاء والطاعة والخشوع والخضوع والإخبات لله. وموقع الأنا في هذه العلاقة من الله تعالى هو موقع التذلل والعبودية والخشوع وليس موقع الطغيان والخلاف ولا موقع الإدلال والمنّ.
وهذه هي العلاقة الصحيحة للأنا مع الله تعالى، وهذه العلاقة تحمي الإنسان من العجب وتمنع من حالة تورم الأنا، وتحدّد الموضع الصحيح للأنا من الله تعالى والحجم الحقيقي لها.