النهاية

والنتيجة والعاقبة التي ينتهي إليها جميع أولئك الذين يتخذون "الأنا" إلهاً ومحوراً في حياتهم من دون الله تعالى هي الانغلاق الكامل على آيات الله تعالى والطبع والرين على القلوب.
يقول تعالى: (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق). ويقول أيضاً: (كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار).

تعديل الأنا

وبعد هذه الجولة في أعراض "الأنا" عندما يتخذ الإنسان "الأنا" محوراً وإلهاً في حياته من دون الله، نبحث عن الوسائل التي يقدّمها الإسلام في منهاجه التربوي لتعديل "الأنا" في حياة الإنسان.
فإن الإسلام لا يؤمن بمبدأ إلغاء "الأنا" كما لا يؤمن بمشروع الغاء "الهوى" والمنهج الذي يقره الإسلام في "الأنا" و"الهوى" هو التعديل وليس الإلغاء.
ولابد أن نبحث عن الوسائل التي يقدمّها الإسلام في منهجه التربوي لتعديل "الأنا"، أما تعديل الهوى فهو أمر خارج عن اختصاص هذه المقالة نُحيلة إلى مواضعه من الدراسات الأخلاقية والنفسية في الإسلام.
وتعديل "الأنا" هو علاج العجب بشكل دقيق، فإن مشكلة "العجب" تكمن في "الأنا" وبالضرورة يكون علاج هذه المشكلة في تعديل الأنا وتلطيفه.
ويتم تعديل الأنا بصورة كاملة في التربية الإسلامية ضمن تحديد وتنظيم علاقة الأنا بالله تعالى وعلاقته بالآخرين وعلاقته بنفسه.
وقد أولى الإسلام هذه الدوائر الثلاثة من العلاقات في حياة الإنسان اهتماماً كبيراً. وإذا قدر للإنسان أن ينظم علاقاته مع الله ومع الآخرين ومع نفسه ومع الدنيا بالطريقة التي يشرحها ويوضحها الإٍسلام، يسلم من كل الأعراض التي تصيب الإنسان من ناحية "الأنا" والعجب من أهمّ هذه الأمراض.
ونحن فيما يلي نحاول إن شاء الله أن نطرح النظرية الإسلامية في علاقة الأنا بالله تعالى وبالآخرين وبنفسه.


إحياء العلوم للغزالي 238:3.