الحزبية في القرآن الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.

وبعد..

فأول ما أقوله للقارئ الكريم هو: أنني لا أريد تقديم دراسة معمقة حول هذا الموضوع، وإنما اريد تقديم فهرسة محدودة للمفهوم القرآني الذي عناه الإمام الراحل الإمام الخميني (رضوان الله عليه) حينما تحدث عن حزب الله فأقول:

لقد تحدث الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه عن حزب الله، وحزب الشيطان في أكثر من مورد، وأكثر من مناسبة.

ولا مجال هنا لعرض كل ما قاله رحمه الله حول هذا الموضوع، ثم دراسته دراسة مستوعبة وشاملة. ولذا فلا محيص عن الاكتفاء بخلاصة عن بعض ما قاله رحمه الله تعالى، فنقول:

لقد تحدث رحمه الله تعالى عن:

ضرورة تشكيل ﴿حِزْبَ اللهِ﴾ الذي هو حزب المستضعفين في شتى بقاع العالم، فإن حزب الله هو طريقة الأنبياء، الذين حاربوا لأجل الله وسالموا لله سبحانه، وكل جهدهم وجهادهم من أجله تعالى، وفي سبيله.

وأكد على إنه لابد أن يكون ﴿حِزْبَ اللهِ﴾ هذا بقيادة وهداية إمام يرشده ويهديه السبيل وفق ما يستنبطه من كتاب الله تعالى، وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم من أحكام شرعية وإلهية، وبذلك يتمكن المسلمون من التغلب على مشاكلهم، ويصبحون قوة لا يمكن أن تقف في وجهها أية قوة ظالمة ومتعدية.

وذلك لأن ﴿حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾ لأن هذا الحزب يدعو إلى الله وتوحيده. وهدفه هو الله وحده لا شريك له، وصراطه مستقيم إليه سبحانه.

تحدث رحمه الله عن "حزب الشيطان" وأكد على أنه لابد أن يتلاشى ويضمحل مهما أبرق وأرعد، ومهما عربد وتمرد.

أما بالنسبة للضابطة والمعيار في رفض أي حزب أو قبوله، فقد اعتبرها هي الأطروحة التي يتحرك ذلك الحزب على أساسها، فإن كانت أطروحة إلهية، فالحزب حينئذ هو ﴿حِزْبَ اللهِ﴾ وإلا فهو "حزب الشيطان" ، مهما تخفى تحت الأسماء اللامعة، والشعارات الخادعة.

وبعد هذه الخلاصة المقتبسة من أقوال هذا الرجل العظيم.

القرآن ماذا يقول:

وإذا كان الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه هو ابن القرآن وتلميذه، وخريج مدرسته، فلا نعجب ـ والحالة هذه ـ إذا جاءت أقواله، وتوجيهاته هذه تجسيداً للحقائق القرآنية بدقة، وأمانة وعمق.

فما علينا إذن إلا أن نرجع إلى القرآن الكريم مباشرة لنستوضح أكثر فأكثر بعض ما يرمي إليه ويؤكد سبحانه وتعالى عليه، في هذا الموضوع بالذات.

ونجد القرآن الكريم قد تحدث عن ﴿حِزْبَ اللهِ﴾ ، وعن "حزب الشيطان" على حد سواء.

أما بالنسبة لحزب الله فقد تحدث عنه في موضعين:

أحدهما: في سورة المائدة، فقد قال تعالى:

﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾ [1] [1] .

فنلاحظ هنا: أن الحديث عن ﴿حِزْبَ اللهِ﴾ قد جاء بعد الحديث عن القيادة الإلهية للأمة، ليوضح الربط بين تلك القيادة، وهذه القاعدة، وليعطي من ثم الضابطة التي لابد وأن تحكم العلاقة فيما بينهما.

وقد عرفنا سبحانه: أن حزب الله، لابد له:

1 ـ أن يتولى الله سبحانه أولاً، فإنه سبحانه هو المبدأ والمنشأ لكل ولاية وقيادة حقيقية وأصيلة.

2 ـ أن يتولى الرسول ثانياً، فإنه هو الذي تتجسد فيه القيادة على مرتكز عقيدي ثابت، من حيث إنه المبلغ عن الله سبحانه، والمعلم، والمربي، والقاضي، والحاكم، والراعي المباشر، بكل ما تحمل هذه الكلمات من معنى.

كما أن هذا الرسول يمثل الانطلاقة الأولى في حركة الهدى نحو تحقيق الأهداف الإلهية على وجه الأرض.

3 ـ ثم تستقر الولاية والقيادة ثالثاً وأخيراً في ذلك الإنسان الوارث للنبوة، وهو ذلك الإنسان الذي يحمل صفة الإيمان والعبودية الحقيقية لله تعالى، ويجسد ذلك في مقام العمل حركة , وسلوكاً، وموقفاً. ﴿الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ .

فيمارس دوره وحقه الطبيعي في قيادة الأمة، وهدايتها في مسيرها إلى مصيرها، الذي يريده الله تعالى لها.

وقد أكد الحديث الشريف على هذه الناحية وهو يشير إلى المعيار الذي يمتاز ويعرف حزب الله من غيره ، فقد روى الحسن بن طريف، قال:

كتبت إلى أبي محمد أسأله: ما معنى قول رسول الله (ص) لأمير المؤمنين: من كنت مولاه، فعلي مولاه.

قال: أراد بذلك: أن جعله علماً يعرف به حزب الله عند الفرقة [2] [2] .

ونقل عن زيد بن علي: أنه قال ذلك أيضاً [3] [3] .

الثاني: قال تعالى في سورة المجادلة: ﴿لاَ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [4] [4] .

فهذه الآية قد جاءت لتتحدث عن بعض الخصائص السلوكية، والعلاقات في مجال التعامل، المنطلق من الحالة الشعورية الإيمانية، بعيداً عن أي نوع من أنواع الانقياد للعصبيات، وذلك من خلال التربية الإلهية، ثم التسليم والرضا بكل ما هو من الله، وإليه، وفي سبيله.

ثم ربط سبحانه ذلك كله بالنتائج والآثار، وبالمصير الهني والرضي الذي ينتظر هؤلاء الناس.

ما المراد بـ (الغالبون) و (المفلحون):

وإن تحديد المقصود من الغلبة والفلاح مفيد جداً في فهم النص القرآني ومراميه. ولا نستطيع في هذه الفرصة المتاحة لنا بحث ذلك وتقصّيه للوصول إلى نتيجة محدّدة وحاسمة، غير أنا نقول:

إن الذي يفهمه كل احد من الغلبة هو قهر الخصم والسيطرة عليه. ومن الفلاح هو النجح، وتحقيق المقصود، والوصول إلى المطلوب والغاية.

وهذا بالذات هو ما يرمي إليه الإسلام في نطاق تعامله مع هذين المفهومين، ولاسيما في سياق الخطابات القرآنية. حيث نجد: أنه لم يهتم للنتائج المادية للصراع. فالحسين عليه السلام هو الغالب، حتى وهو يستشهد، لأن العبرة إنما هي بالنتائج النهائية، لا بالحالة الظاهرة والعاجلة. وحينما ضرب ابن ملجم علياً عليه السلام بالسيف على رأسه، قال عليه السلام: "فزت ورب الكعبة" .

والاستشهاد في سبيل الله هو إحدى الحسنيين بنظر الإسلام، الأمر الذي يشير إلى أن الشهادة تتعادل في حجمها، وفي درجة الحسن فيها، مع النصر والغلبة المادية الظاهرية.

كما أن ملاحظة الآيات القرآنية تعطينا: أنه يعتبر حصول الفلاح الغلبة نتيجة طبيعية تتحقق تلقائياً على القيام بالمسؤوليات والأمور المطلوبة. ولا يمكن سلب هاتين الصفتين عن من يمارس تلك الأمور. لأنها بمنزلة العلة من المعلول، والأثر من المؤثر، في امتناع التخلف والانفكاك، وعدم جواز الإنفصال.

ونذكر أخيراً بأن القرآن قد عبر بـ "غالبون" و "مفلحون" فجاء بصيغة اسم فاعل، التي يقول البلاغيون عنها: إنها تدل على الثبوت والدوام. ولم يعبر بالجملة الفعلية: "يغلبون" و "يفلحون" الدالة على الحدوث والتصرّم.

غالبون هنا ومفلحون هناك لماذا ؟!

والجدير بالتأمل هنا: أنه تعالى قد ربط ﴿حِزْبَ اللهِ﴾ بقيادته الإلهية التي تهيمن على مسيرته وحركته، فإنه تعالى قال: ﴿ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ .

وذلك انطلاقاً من حقيقة: أن هذه القيادة لابد أن تواجه التحدي والتعدي من كل قوى الظلم والغطرسة والبغي، والعصيان والتمرد من كل أهل الأطماع والأهواء والمآرب.

ولكنه تعالى حينما تحدث عن ﴿حِزْبَ اللهِ﴾ وعلاقته بالله وبكل شيء، وعن مواصفاته في النواحي السلوكية، والإيمانية، والتربوية، فإنه قال: ﴿هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ . الذين يحققون نتائج مرضية ويصلون إلى درجات الفلاح والنجاح في مسيرتهم الحياتية على مختلف الصعد.

فيرد هنا سؤال:

من هم (المفلحون)؟

ومن هم (الغالبون)؟

وما هي مواصفاتهم وحالاتهم بنظر القرآن؟!

من هم الغالبون؟

ألمح إلى مواصفات (الغالبين) فإذا رجعنا إلى القرآن الكريم، فإننا نجده قد ميزهم عن غيرهم من الفئات، وهي مواصفات موجودة في كثير من الآيات والسور القرآنية، ولما أجواؤها وخصوصياتها في كل مورد وردت فيه، ولا يمكن الدخول في تفاصيل ذلك لأنه يستلزم دراسة قد تستوعب مئات الصفحات. فلا محيص لنا إذن عن الإكتفاء هنا بالعناوين العامة، بل والاقتصار في أحيان كثيرة على نص الآية. فنقول:

لقد ذكر القرآن: أن الغالبين هم:

1 ـ من يتولى الله ورسوله، والقيادة المؤمنة، والعاملة العابدة، المتمثلة في ذلك الرجل الذي (أقام) الصلاة، وتصدق بخاتمه، في حال ركوعه، وهو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام [5] [5] .

2 ـ من يجتاز الاختبار الصعب، كما أشار إليه تعالى في قصة امتحان طالوت لجنوده [6] [6] .

3 ـ من كان جندياً لله تعالى، ولله وحده، وفي سبيله [7] [7] .

4 ـ من يظن أنه ملاق ربه، فيعيش مراقبة لله سبحانه في داخل ذاته بصورة حية، ودائمة.

5 ـ الذين يتوكلون على الله سبحانه وتعالى.

6 ـ الصابرون، ولو قل عددهم [8] [8] .

7 ـ أهل الفقه والوعي [9] [9] .

من هم المفلحون:

أما المفلحون، فإن المواصفات التي ذكرها القرآن لهم كثيرة، منها ما يلي:

1 ـ المتقون.

2 ـ الذين يؤمنون بالغيب.

3 ـ يقيمون الصلاة، ويلاحظ هنا كلمة (يقيمون). ولم يقل: يصلون ليشير إلى أن مجرد الاتيان بالصلاة ليس هو المطلوب، بل المطلوب هو إقامتها.

4 ـ مما رزقهم الله ينفقون.

5 ـ يؤمنون بما أنزل على الرسول، وبما أنزل من قبله.

6 ـ يوقنون بالآخرة.

7 ـ على هدى من ربهم [10] [10] .

8 ـ لهم صفة كونهم " أمة".

9 ـ ولكنها أمة تتحمل مسؤوليات الدعوة إلى الخير.

10 ـ وهم أيضاً يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر [11] [11] .

11 ـ آمنوا بالرسول(ص).

12 ـ وعظموه: (عزّروه) أي الرسول.

13 ـ ونصروه (الرسول).

14 ـ واتبعوا النور الذي أنزل معه [12] [12] .

15 ـ جاهدوا بأموالهم وأنفسهم [13] [13] .

16 ـ إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم قالوا: سمعنا وأطعنا [14] [14] .

17 ـ يريدون وجه الله سبحانه [15] [15] .

18 ـ هم محسنون [16] [16] .

19 ـ يؤمنون بالله.

20 ـ لا يوادّون من حاد الله، ورسوله، ولو كانوا آبائهم، أو أبنائهم، أو إخوانهم، أو عشيرتهم.

21 ـ رضي الله عنهم، ورضوا عنه [17] [17] .

22 ـ قد وقي الواحد منهم شح نفسه، فهو يؤثر على نفسه، حتى لو كان به خصاصة.

23 ـ يحبون من هاجر إليهم من المسلمين، ولا يجدون في أنفسهم حرجاً مما أوتوا [18] [18] .

الذين لا يفلحون:

وفي مقابل ذلك قد صرحت الآيات القرآنية بأن بعض الفئات لا تفلح، وهم الذين لهم المواصفات التالية:

1 ـ الظالمون.

2 ـ المجرمون.

والظالم وإن كان مجرماً، أيضاً ولكن صفة المجرم تشمل بإطلاقها بحسب موارد الاستعمال لدى عرف الناس: من عدا الظالم أيضاً.

3 ـ الساحرون.

4 ـ الكافرون.

5 ـ الذين يفترون على الله الكذب.

وسائل الفلاح:

أما الوسائل التي يتحقق بواسطتها الفلاح، فهي كثيرة، وقد تقدم في قسم المواصفات ما هو أيضاً صالح لأن يعد في قسم الوسائل. ونحن هنا نشير إلى طائفة أخرى قد نصت عليها الآيات القرآنية أيضاً، تاركين أمر استيعاب ذلك لمن أراده، فنقول:

من هذه الوسائل:

1 ـ الإيمان.

2 ـ الخشوع في الصلاة.

3 ـ إيتاء الزكاة.

4 ـ الإعراض عن اللغو.

5 ـ حفظ الفروج إلا فيما أحله الله سبحانه.

6 ـ رعاية الأمانات.

7 ـ رعاية العهد.

8 ـ المحافظة على الصلوات [19] [19] .

9 ـ تزكية النفس وذكر اسم الله، والصلاة [20] [20] .

10 ـ التقوى [21] [21] .

11 ـ إتيان البيوت من أبوابها، لا من ظهورها [22] [22] .

12 ـ عدم أكل الربا أضعافاً مضاعفة [23] [23] .

13 ـ الصبر.

14 ـ المصابرة.

15 ـ المرابطة [24] [24] .

16 ـ ابتغاء الوسيلة إلى الله سبحانه.

17 ـ الجهاد في سبيل الله عز وجل [25] [25] .

18 ـ اجتناب الخمر.

19 ـ اجتناب الميسر.

20 ـ اجتناب الأنصاب والأزلام [26] [26] .

21 ـ إدراك الحقيقة: أنه لا يستوي الخبيث والطيب، ولو أعجبك كثرة الخبيث [27] [27] .

22 ـ ذكر آلاء الله سبحانه [28] [28] .

23 ـ الثبات في الجهاد.

24 ـ ذكر الله تعالى كثيراً [29] [29] .

25 ـ الركوع والسجود وعبادة الله سبحانه.

26 ـ فعل الخير [30] [30] .

27 ـ التوبة إلى الله جميعاً [31] [31] .

حزب الشيطان:

وقبل أن نغلق هذه النافذة، فإن من الضروري أن نشير إلى بعض المواصفات لحزب الشيطان التي صرح بها القرآن مع اقتناعنا بأنه تعالى لم يذكر ذلك على سبيل الاستيعاب والتحديد، وإنما ذكر خصوص ما اقتضت المناسبة الخاصة ذكره. وذلك لان تحديد المواصفات والوسائل والموانع لحزب الله وغلبته وفلاحه، يحدد بصورة تلقائية وطبيعية مواصفات حزب الشيطان وأساليبه، لأن الأمور تعرف بأضدادها. ومهما يكن من أمر فما ذكره الله تعالى في سورة المجادلة من مواصفات، وأساليب حزب الشيطان ما يلي:

1 ـ استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله.

2 ـ صدوا عن سبيل الله سبحانه.

3 ـ يحسبون أنهم على شيء.

4 ـ يتولون قوماً غضب الله عليهم.

5 ـ ساء ما كانوا يعملون.

6 ـ اتخذوا أيمانهم جنة.

7 ـ هم الكاذبون.

8 ـ يحلفون على الله الكذب وهم يعلمون [32] [32] .

9 ـ غضب الله عليهم.

نظرة إجمالية في دائرة متابعة البحث:

كانت تلك هي بعض الأمور التي ذكرها الله سبحانه كمواصفات ووسائل وموانع فيما يرتبط بالنجاح والفلاح، والغلبة لحزب الله. وبعض ما يرتبط بحزب الشيطان، وفقاً لما جاء في الآيات القرآنية تصريحاً وتلويحاً.

وهي كما ترى تفتح أمام عين الباحث آفاقاً واسعة بل إن كل واحدة منها تحتاج إلى دراسة مفصلة، ودقيقة، ومعمقة ليس هنا محلها؛ لأن ما نرمي إليه هنا هو فهرسة محدودة لهذا الموضوع، بحيث يستطيع أن يفتح نافذة على تلك الآفاق مهما كانت صغيرة ومحدودة. وقد يكون من المفيد هنا العودة إلى القاء نظرة إجمالية على ما ذكرناه آنفاً لعلها تعطي بعض الوضوح في الصورة وشيئاً من التشكل لملامحها. فنقول:

1 ـ إن أول ما يلفت نظرنا هنا هو الشمولية في النظرة، حيث نجد: أن القرآن قد استوعب في طرحه لهذا الموضوع جميع الشؤون والقضايا التي لها مساس بمصير الإنسان وفي حياته، وسائر جهات وجوده.

فركز على النواحي العقائدية والسلوكية، والأخلاقية، كما ركز على تزكية النفس، والتربية الروحية، وبناء الذات، ثم أعطى المسؤوليات الاجتماعية في مجال الصلاح والإصلاح قسطها من الاهتمام. ولم يهمل الناحية السياسية، والجهادية، والإنسانية، ولا غير ذلك من شؤون كما سنرى.

2 ـ إلى جانب ذلك فإنه قد اهتم بموضوع العمل على اقتلاع خصال الشر والسوء من نفس الإنسان، لتحل محلها خصال الخير، بصورة أكثر عمقاً وتجذُّراً، من خلال انتهاج الإنسان المؤمن الأسلوب الأمثل والأفضل في كل شيء ولاسيما فيما يرتبط بالتعامل مع الآخرين. ثم من خلال تزويده بالمفاهيم الصحيحة والأصلية والأفكار الصائبة، ورفع درجة الفقه والمعرفة والوعي لديه.

3 ـ ثم أظهر اهتماماً كبيراً بضرورة الالتزام بالمثل والقيم، وأنها يجب أن تمثل المرتكزات الأساسية لحركة الإنسان في الحياة.

4 ـ هذا إلى جانب التصريح بضرورة الارتباط بالقيادة الإلهية، والاعتراف بولاية الله سبحانه، ثم ولاية النبي (ص) والإمام عليه السلام.

مع إلماحة تكاد تكون صريحة لمبررات هذه الارتباط، وهي الألوهية، ثم الرسالة. ثم الإيمان وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة حين الركوع.

مع التذكير بأن المنطلق في ذلك يكون من موقع الوعي والقناعة واليقين. ثم من موقع التعظيم والتوقير والاحترام. وأخيراً من موقع الطاعة والانقياد والتسليم والرضا.

على أن لا ننسى أن الله سبحانه قد نص على أن أساس هذه العلاقة هو الحب والمودة. ولكن هذا الحب ليس موظفاً لصالح المحبوب كشخص، وإنما باعتباره جزءاً من الرسالة وسبباً في إقامة الدين.

أما تجسيد هذا الحب ليصبح مودة (أي حباً يظهر أثره في مقام العمل)، فإنما يكون بتحمل مسؤوليات النصرة، والدفاع، والطاعة والجهاد، ثم بالرضا بأي حكم يصدر عن تلك القيادة، ولو كان على خلاف ما تهواه النفس، وتألفه وتحبه.

5 ـ ويأتي بعد ذلك: التوجيه الذي يحتم استبدال المنطلقات الانحرافية، التي تحمل صفة التعدد والاختلاف، بمنطلق وحيد، وهدف فريد، يستوعب كل الخصوصيات، ويقوم بصهرها وتوجيهها نحو الأمثل والأفضل وهذا المنطلق هو وجه الله، ووجه الله فقط لا غير.

6 ـ أما الارتباط بالآخرين، فهو يتوقف على نوعية ارتباطهم بالله سبحانه. فإن كانوا ممن يتحدون الإرادة الإلهية، فلابد من مواجهتهم بالرفض والإدانة، والتبري، والسلبية حتى ولو كانوا الآباء والأبناء، والإخوان، والعشيرة، الذين ربما يستشعر الإنسان عطفاً قلبياً تجاههم بصورة لا اختيارية. ولكن ترجمة هذا العطف إلى حركة وممارسة وموقف هو من الأمور الخاضعة للاختيار بلا شك.

ولأجل هذا نجد النص القرآني قد جاء ليؤكد على رفض أي لون من ألوان الحب الظاهر أثره في مقام العمل (المودة) لهم. كما هو واضح.

7 ـ وفي نطاق التربية النفسية ورعاية الخصائص والملكات، نجد التركيز على ممارسة ضبط النفس، وعلى رفع مستوى التحمل والابتعاد عن أي شيء لا يمثل قيمة للإنسان ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾ ثم اختبار الذات في مواقع المواجهة الحقيقية والمصيرية، لمعرفة مدى الشوط الذي قطعه هذا الإنسان في سبيل تقوية النواحي الإيمانية، ومعرفة مدى الالتزام بالقيادة، ومستوى الطاعة ودرجة الانقياد لها، كما كان الحال في قضية طالوت وجنوده.

هذا كله عدا عن أن الإنسان يعرف مدى صدقه في ما يدعيه من إيمان وتقوى. ويستطيع أن يعرف حده وهو يقيم نفسه إذا واجه المغريات، أو هجمت عليه التحديات.

8 ـ ونجد أيضاً الماحات إلى لزوم الوعي التام للمعايير التي يمكن بواسطتها الاستقلال بالتقييم الموضوعي والمنصف للأمور ومعرفة الصالح من الطالح وتمييز الخبيث من الطيب.

9 ـ ومن جهة أخرى، فإن الإنسان المؤمن الواعي، لا تبهره الكثرات، ولا ينهزم أمام التيار، بل يبقى رابط الجأش، عارفاً بمواقع القوة والضعف، والخطأ والصواب، والصحيح والمزيف.

10 ـ ثم إنه لا ينبغي للنزعات الفردية أن تبعد الإنسان عن واقعه الجماعي، بل تكون طاقاته الفردية لبنات ومداميك لبناء كيانه الجماعي (الأمة)، ويكون بناؤه الجماعي، ووجوده كافة داعياً لتكامل خصائصه الفردية.

أو فقل: لابد أن يحمل في داخل ذاته خصائص الأمة إلى جانب خصائصه الفردية، فيعيش فرديته في نطاق الأمة، ويعيش روح الأمة في حياته الفردية.

11 ـ أما لماذا ركز القرآن على وجود حزبين لا ثالث لهما، هما: حزب الله، وحزب الشيطان. فلعله لأجل أن الخروج عن صفة الحزبية لله تعالى، إنما يعني التخلي عن المواصفات، كلها أو بعضها، وعدم التزام واعتماد الوسائل التي تقدمت لتحل محلها مواصفات، وتعتمد بدلاً عنها وسائل شيطانية، تلقي بالإنسان في متاهات الانحراف، ليكون فريسة بين براثن الشيطان ومخالبه.

وعدا عن ذلك، فإن الخروج عن صفة الحزبية لله تعالى، والوقوف على الحياة – لو قبلنا أنه ممكن ومعقول ولو في حد أدنى – فإنه يعني: أن يصبح من يدعي ذلك عبئاً على الحالة الإيمانية، لأنه يستفيد من كل إيجابياتها دون أن يقدم لها في مقابل ذلك شيئاً، أما بالنسبة لحزب الشيطان، فهو قد أصبح سياجاً له، بل هو يقدم له خدمة مجانية، لأنه قد تولى حماية موقع من المواقع عن أن يقع في يد حزب الله، ليتقوى به على حزب الشيطان، وأبقى ذلك الموقع خارج سيطرته، ومنعه من التقدم إليه، فخسر حزب الله موقعاً، ربحه حزب الشيطان دون أن يبذل في سبيله أي جهد. فكيف يمكن قبول الحياد في هذه الناحية؟!

وبعد ما تقدم نقول: إننا من أجل استكمال أكثر جوانب هذا البحث، لابد لنا من الفات النظر إلى أمور لها مساس في الموضوع، فنقول:

 



[1] [1] المائدة: 55 و56.

[2] [2] راجع البحار ج50 ص290 وج37 ص223 عن كشف الغمة ج3 ص303.

[3] [3] راجع: البحار ج37 ص223-224 وفي هامشه عن: الأمالي للصدوق ص75 وعن معاني الأخبار ص66 بأكثر من سند واحد.

[4] [4] سورة المجادلة: 22.

[5] [5] الآية في سورة المائدة ، وقد ذكرناها فيما سبق.

[6] [6] راجع البقرة: 249 قال تعالى: ﴿فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُو اللهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ .

[7] [7] راجع الصافات: 173 ، قال تعالى: ﴿وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ .

[8] [8] راجع الأنفال: 65و66 والبقرة: 249 آية سورة البقرة تقدمت آنفاً وآية سورة الأنفال هي: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَفْقَهُونَ * الآَنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ .

[9] [9] هي الآية المتقدمة في الهامش السابق.

[10] [10] راجع: البقرة: 2-5 قال تعالى: ﴿هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ .

[11] [11] راجع: آل عمران: 104 قال تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ .

[12] [12] راجع: الأعراف: 157 قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ .

[13] [13] راجع: التوبة: 88 قال تعالى: ﴿ لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾.

[14] [14] راجع: النور: 51. قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ .

[15] [15] راجع: سورة الروم: 38 ، كما يظهر منها قال تعالى: ﴿ فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ .

[16] [16] راجع: سورة لقمان: 5 حسبما يظهر منها قال تعالى: ﴿ هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ .

[17] [17] راجع: سورة المجادلة: 22. قال تعالى: ﴿ لاَ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ .

[18] [18] راجع: سورة الحشر : 9. قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ .

[19] [19] جميع ما تقدم يستفاد من سورة المؤمنون: 1-9 قال تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴾ .

[20] [20] راجع سورة الأعلى: 14 وسورة الشمس: 9 ففي سورة الشمس قال تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ﴾ ، وفي  سورة الأعلى قال تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ﴾ .

[21] [21] صرحت بذلك آيات كثيرة فراجع المعجم المفهرس للقرآن الكريم.

[22] [22] راجع سورة البقرة: 189 قال تعالى: ﴿ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ .

[23] [23] راجع: سورة آل عمران: 130 قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ .

[24] [24] راجع: سورة آل عمران: 200 قال تعالى: ﴿ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ .

[25] [25] راجع: سورة المائدة: 35 قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ .

[26] [26] راجع: سورة المائدة: 90 قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنْصَابُ وَالأزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ .

[27] [27] راجع: سورة المائدة: 100 قال تعالى: ﴿ قُلْ لاَ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللهَ يَا أُولِي الألْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ .

[28] [28] راجع: الأعراف: 69 قال تعالى: ﴿ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلاَء اللهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ .

[29] [29] راجع: سورة الأنفال: 45 قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ .

[30] [30] راجع: سورة الحج: 77 قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ .

[31] [31] راجع: سورة النور: 31 قال تعالى: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ .

[32] [32] راجع: سورة المجادلة الآيات نور: 14/19. ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلاَ مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ * لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ * اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ .