قارون

من رجال بني إسرائيل، وكان يُضرب به المثل في الغِنى، وهو ابن خالة موسى عليه السّلام، وكان قارون أقرأَ بني إسرائيل للتوراة، فلمّا جاوز بهم موسى البحرَ وصارت الرئاسة لهارون، وَجَدَ قارون في نفسه شيئاً فبغى عليهم (1) ، قال تعالى : إنّ قارونَ كانَ مِن قومِ موسى فبغى عليهم (2) .
وكان سبب هلاكه أنّ بني إسرائيل لمّا بَطِروا على نِعَم الله تعالى وقالوا لموسى عليه السّلام : لن نَصبَر على طَعامِ واحد (3) ، فرض الله تعالى عليهم دخول مِصر، وحرّمها عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض، فتابوا إلاّ قارون أبى أن يدخل معهم في التوبة على الرغم من تحذير موسى عليه السّلام إيّاه. ثمّ إنّه آذى موسى عليه السّلام، فقيل: إنّه أمر أن يُصَبّ عليه رماد قد خُلط بالماء فصُبّ عليه (4) ، وقيل: إنّه استأجر امرأة بغيّاً أعطاها مالاً على أن تزعم أنّ موسى قد فعل معها الفاحشة (5) .
وقد وعظ قارونَ النصحاء من قومه وقالوا له: «لا تفرح» ولا تَبطِر بما أُعطيت، فقال : إنّما اُوتيتُهُ على عِلمٍ عندي (6) . ثمّ خرج على قومه في زينته، فلمّا رآه بنو إسرائيل تمنّى كثير منهم أن يكون قد أُوتي مِثل ما أُوتي قارون، ثمّ إنّ موسى عليه السّلام دعا ربّه فخَسفَ الله تعالى به وبداره الأرض، فهلك ببَغيه وأضحى عِبرةً لمن اعتبر (7) .