قابل التوب

التَّوْب هو تَرْك الذنب على أجمل الوجوه، وهو أبلغ وجوه الاعتذار .
والتوبة في الشرع هي تَرْك الذنب لقُبحه، والندم على ما فرّط منه، والعزيمة على تَرك المعاودة، وتدارك ما أمكن أن يُتدارَك من الأعمال بالإعادة (1) . أمّا التقبّل فهو قبول الشيء على وجه يقتضي ثواباً، كالهديّة ونحوها (2) .
والتَّوب يحتمل وجهَين : أحدهما أن يكون جمع «توبة»، والثاني أن يكون مصدراً مِن: تاب يتوب تَوْباً (3) .
وأصل «تاب»: عاد إلى الله ورجع وأناب، و«تاب اللهُ عليه»: عاد عليه بالمغفرة (4) .
ومن أسماء الله تعالى: «قابل التَّوْب»، وهو اسم ورد في القرآن الكريم مرّة واحدة فقط، هي قوله سبحانه : غافرِ الذَّنْبِ وقابلِ التَّوْبِ شديدِ العقابِ ذي الطَّوْلِ لا إلهَ إلاّ هو إليه المصير
(5) ، قيل في تفسير «قابل التوب»: أي يقبل توبة مَن تاب إليه من المعاصي بأن يُثيب عليها ويُسقط عقاب مَعاصٍ تتقدمها على وجه التفضّل منه (6) .
ولعلّ الإتيان بصيغة اسم الفاعل في «غافر الذنب» و «قابل التوب» للدلالة على الاستمرار التجدّدي؛ فإن المغفرة وقبول التوب من صفاته تعالى الفعليّة، ولا يزال تعالى يغفر الذنب ثمّ يغفر، ويقبل التَّوْب ثمّ يقبل (7) .