القيامة
يوم البَعث، يقوم فيه الخلائق بين يدَي
الحيّ القيّوم، وأصل القيامة مصدر مِن: قامَ الخلق
من قبورهم قيامةً (1) .
وقيل: أصل القيامة ما يكون من الإنسان من القيام دفعةً واحدة، وأُدخل في لفظها الهاء للتنبيه (2) .
والقيامة من أركان المعاد المهمّة، ويُعدّ الإيمان بيوم القيامة من أُسس العقيدة الإسلامية، حيث
يخرج المنكِر ليوم القيامة عن
دائرة الإسلام. وقد ورد في القرآن الكريم : ولقد صَدَّقَ علَيهِم إبليسُ ظنَّهُ فاتّبعوهُ إلاّ فَريقاً من
المؤمنين * وما كانَ لَهُ علَيهم مِن سُلطانٍ إلاّ لِنعلمَ مَن يؤمنُ بالأخرةِ مِمّن
هو في شكٍّ منها (3) .
وقد تحدّث الكتاب العزيز
في ما يقارب 600 آية عن الموضوعات المرتبطة بالقيامة، ومن تلك الموضوعات :
• أهوال يوم القيامة،
كالزلزلة، من ذلك قوله تعالى : إنّ زلزلةَ الساعةِ شيءٌ عظيم (4) .
• حقيقة يوم القيامة، منه قوله سبحانه : كيفَ تكفرونَ باللهِ وكنتم أمواتاً فأحياكم
ثمّ يُميتُكم ثمّ يُحييكم ثمّ إليه تُرجَعون (5)
• علامات يوم القيامة، مثل النفخ في الصور، ومنه قوله عزّوجلّ : وله المُلْكَ يومَ يُنفَخُ في الصُّور (6) ، وقوله : يومَ يُنفَخُ في الصُّور فتأتَونَ أفواجاً (7) .
• الميزان وكتاب
الأعمال، ومنه قوله تعالى : وكُلَّ إنسانٍ ألزَمْناهُ طائرَهُ في عُتُقهِ ونُخرجُ له يومَ
القيامةِ كتاباً يَلقاهُ مَنشوراً * اقْرأ كتابَكَ كَفى بنفسِكَ اليومَ علَيكَ حَسيباً (8) .
• أصناف الناس يوم القيامة، ومن ذلك قوله عزّوجلّ : وكُنتُم أزواجاً ثلاثة * فأصحابُ المَيمَنَةِ ما أصحابُ
المَيمنةِ * وأصحابُ المَشْأمة ما أصحابُ المشْأمة * والسابقونَ السابقون * أولئك المقرَّبون (9) .
• بُطلان الأنساب يوم
القيامة، ومن ذلك الآية الكريمة : فإذا نُفِخَ في الصُّور فلا أنسابَ بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون (10) .
• شهادة الأعضاء، ومن
ذلك الآية الكريمة : اليومَ نَختِمُ على أفواهِهم وتُكلِّمُنا أيديهم وتَشهدُ أرجُلُهم
بما كانوا يكسبون (11) .
• الجزاء على الأعمال،
ومنه قوله سبحانه : فاستجابَ لَهُم ربُّهم أنّي لا أُضيعُ عَمَلَ عاملٍ مِنكُم مِن
ذَكَرٍ أو أُنثى (12) .
• أسماء يوم القيامة،
وهي 18 اسماً :
يوم الدِّين الآخرة، يوم القيامة، الساعة،
يوم الحَسرة، المعاد، يوم البَعث، يوم الفَصل، يوم
التَّلاقِ، يوم الجَمع، يوم الوَعيد، يوم التَّغابُن،
الحاقَّة، القارعة، الطامّة الكبرى، الصاخّة، الغاشية، الواقعة . وسيأتي الكلام في كلّ واحد من هذه الأسماء في موضعه، فراجع .
|