العزيز (عزيز مصر)
ورد في القرآن الكريم اسم العزيز (عزيز مصر)
مرّتين، الأولى في قوله تعالى : وقال نِسوَةٌ في المدينةِ امرأةُ العزيزِ تُراوِدُ فَتاها عن نَفسِه (1) ، والثانية في قوله قالوا يا أيُّها العزيزُ إنّ
لَهُ أباً شَيخاً كبيراً فخُذْ أحدَنا مكانَهُ إنّا نَراكَ مِن المُحسنين (2) .
و « العزيز » هو المَلِك بلسان العرب (3) ، وقيل: هو رئيس الشَّرَطة[4 ]. ونلاحظ أنّ الآية الثانية قد نقلت خطاب إخوة يوسف
له، وأنّهم خاطبوه بلقب « العزيز » ، وهو لقب يُخلع على
من يتصدّى لذلك المنصب .
وقد تطرّق القرآن الكريم إلى ذكر عزيز مصر في قصّة يوسف عليه السلام، فأشار إليه
بتعبير : الذي اشتَراهُ مِن مِصر ، في قوله تعالى : وقالَ الذي اشتَراهُ مِن مِصرَ لامرأتِه أكرِمي مَثواه (4) ، وبتعبير « سيّدها » في قوله سبحانه : واسَتَبقا البابَ وقَدَّت قَميصَهُ مِن دُبُرٍ وألْفَيا سَيِّدَها لَدى الباب (5) .
ويُلاحَظ أنّ عزيز مصر قد اتّسم بفراسة جيّدة دفعَتْه في المرّة الأولى بعد
أن اشترى يوسف عليه السّلام إلى أن يأمر زوجته بإكرام مَثوى يوسف عليه السّلام،
وساعدته في المرّة الثانية على التوصّل إلى الحقيقة، حقيقة براءة يوسف عليه
السّلام ممّا نُسب إليه، في قوله تعالى : فلمّا رأى قَميصَهُ قُدّ من دُبُرٍ قالَ إنّهُ مِن كَيدكُنّ إنّ كَيدكَنَّ عظيم (6) ، على الرغم من أن هذه الفراسة لم تنفعه شيئاً حين أمر فيما بعد ـ حفظاً لماء الوجه ـ
بسجن يوسف عليه السّلام، فأُلقي في السجن سنين عديدة دونما ذنب اقترفه، قال تعالى : ثُمّ بدا لَهُم مِن بَعدِ ما
رأَوُا الآياتِ لَيَسجُننّهُ حتّى حين (7) .
|