الظاهر

الظاهر في اللغة خلاف الباطن، يُقال: ظَهَر يَظهَر ظُهُوراً فهو ظاهِرٌ وظَهير (1) .
والظاهر من أسماء الله عزّوجل، وقد ورد في القرآن الكريم مرّة واحدة، هي قوله تعالى : هُوَ الأوّلُ والآخِرُ والظاهرُ والباطنُ (2) .
وقيل في معنى «الظاهر»: هو الذي ظَهَرَ فوق كلّ شيءٍ وعلا عليه (3) ، ويدلّ عليه قول النبيّ صلّى الله عليه وآله: أنت الظاهر فليس فوقك شيء (4) .
وقيل: عُرف بطريق الاستدلال العقليّ بما ظهر لهم من آثار أفعاله وصفاته (5) .
وقيل: هو العالم بما ظهر من الأمور، والمطّلع على ما بطن من العيوب .
ويحتمل أن يكون معنى الظهور والبطون تجلّيه لبصائر المتفكّرين، واحتجابه عن أبصار الناظرين (6) .

* * *

أمّا لفظ «ظاهر» غير المحلّى بالألف واللام، فقد ورد في القرآن الكريم بعدّة معانٍ، منها :
1 ـ الظاهر: العالي والغالب (7) ، ومنه قوله تعالى : يا قَومِ لَكُمُ المُلْكُ اليَوْمَ ظاهِرينَ (8) يعني عالِين .
2 ـ الظاهر: البادي، ومنه قوله سبحانه : يَعْلَمُون ظاهِراً مِن الحياة الدُّنيا (9) يعني ما بدا من معاشهم وحِرفتهم (10) .
3 ـ الظاهر: الباطل (11) ، ومنه الآية الكريمة : أم بِظاهِرٍ مِن القَولِ (12) قالوه حين زعموا أنّ لله شريكاً .

* * *

وأمّا مشتقات مادّة «ظهر».. فقد وردت بمعانٍ عديدة، منها :
1 ـ أظهر: أَطْلَع، ومنه قوله تعالى : وأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيه (13) يعني أطلعه على السرّ الذي أفشَته حفصة إلى عائشة (14) .
2 ـ ظاهَرَ وتظاهَرَ : عاوَنَ وتعاوَنَ (15) ، ومنه قوله سبحانه : وإن تَظَاهَرا عَلَيه (16) ، وقوله تعالى : وأنزلَ الذينَ ظاهَروهُم مِن أهلِ الكتاب (17) أي عاوَنوهم .
3 ـ الظِّهار : قول الرجل لامرأته: «أنتِ علَيَّ كظهرِ أُمّي » (18) ، ومنه قوله تعالى : والذينَ يُظاهِرُون مِن نِسائِهم (19) .
4 ـ الظَّهر: الجارحة (20) ، ومنه قوله عزّوجل : وأمّا من اُوتيَ كتابَهُ وراءَ ظَهرِه (21) .
5 ـ الظِّهْريّ: ما تجعله وراء ظهرك فتنساه (22) ، ومنه قوله تعالى : واتَّخَذتُمُوه وَراءَكُم ظِهْرِيّا (23) .
6 ـ الظَّهيرة: وقت الظُّهر (24) ، ومنه قوله تعالى : وحينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُم مِن الظَّهيرة » (25) وقوله: «ولَهُ الحمدُ في السماواتِ والأرضِ وعَشيّاً وحينَ تُظهِرُون (26) .