السابقون
السابقون: أصل السَّبْق في اللغة: التقدّم
في السَّير، وقد ورد هذا المعنى في القرآن
الكريم، نحو قوله تعالى إنّا ذَهَبنا نَستَبِقُ (1) ، و واستَبَقا البابَ (2) .
ثمّ استُعير السَّبق لإحراز الفضل والتقدّم إلى ثواب الله وجنّته بالأعمال الصالحة (3) ،
نحو قوله تعالى والسابقونَ السابقونَ (4) أي المتقدّمون إلى
الثواب والجنّة، ومثله قوله تعالى أولئك يُسارعونَ في الخيرات وهم لها سابقون (5) .
وقد نعت القرآن الكريم
هؤلاء السابقين بأفضل النعوت، وأفاض في وصف الجزاء الجميل الذي أعدّه لهم ربّهم، منه قوله تعالى : والسابقونَ الأوّلونَ مِن المهاجرينَ
والأنصارِ والذينَ اتّبعوهُم بإحسانٍ رضيَ اللهُ عنهم ورضُوا عنه وأعَدَّ لهم جنّاتٍ
تجري مِن تحتها الأنهارُ خالدين فيها أبداً، ذلك الفوزُ العظيم (6) . وقوله تعالى : والسابقونَ السابقونَ * أولئكَ المقرَّبون *
في جنّاتِ النعيم * ثُلّةٌ مِن الأوّلين * وقليلٌ من الآخِرين * على سُرُرٍ موَضونةٍ * مُتّكئين
عليها متقابلين ..
إلى قوله تعالى إلاّ قِيلاً سلاماً سلاماً (7) .
قال المفسّرون في معنى
«السابقون»: السابقون إلى اتّباع الأنبياء الذين صاروا أئمّة الهدى، فهم السابقون
إلى جزيل الثواب عند الله. وقيل: معناه السابقون إلى طاعة الله، وهم السابقون
إلى رحمته. وقيل: إنّهم السابقون إلى الإيمان، أو إلى الهجرة، أو إلى الجهاد، أو إلى كلّ ما دعا الله إليه، وهذا الوجه أولى لأنّه يعمّ الجميع (8) .
قال الطبرسي: وإنّما مدحهم بالسَّبق، لأنّ السابق إلى الشيء يتبعه غيره، فيكون متبوعاً وغيره تابع
له، فهو إمام فيه وداعٍ له إلى الخير بسبقه إليه (9) .
وعن الإمام الباقر عليه السّلام قال: السابقون أربعة: ابن آدم المقتول، وسابقٌ في أمّة موسى عليه
السّلام وهو مؤمن آل فرعون، وسابقٌ في أمّة عيسى عليه
السّلام وهو حبيب النجّار، والسابق في أمّة محمّد صلّى الله
عليه وآله وسلّم عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (10) .
|