القَلب

الفؤاد، وقد يُعبَّر بالقلب عن المعاني التي تختصّ به من الروح والعِلم والشجاعة وغير ذلك (1) .
وفي الحديث: القلب أميرُ الجوارح، لا تَصدُر إلاّ عن رأيه (2) .
ومن المعاني التي استُعمل فيها لفظ « القلب » في الآيات القرآنيّة الكريمة :
1 ـ القلب: العقل والفَهم (3) ، ومنه قوله عزّوجلّ : إنّ في ذلكَ لذِكرى لِمَن كانَ له قلب (4) ، أي عقل .
2 ـ القلب : الرأي (5) ، ومنه قوله تعالى : تَحْسَبُهُم جميعاً وقُلوبُهم شَتّى (6) ، يعني: وآراؤهم شتّى .
3 ـ القلب: الرُّوح (7) ، ومنه الآية الكريمة وبَلَغتِ القُلوبُ الحَناجِر (8) أي الأرواح. وقوله تعالى : فإنّها لا تَعمى الأبصارُ ولكنْ تَعمى القلوبُ التي في الصُّدور (9) أي الأرواح .
4 ـ قَلْب الشيء: تصريفه وصَرْفه من وجه إلى وجه (10) ، ومنه قوله سبحانه : ونُقلِّبُ أفئدتَهُم وأبصارَهُم (11) .
وفي حديث الفروض على الجوارح: « وأمّا ما فَرَض اللهُ على القلب من الإيمان فالإقرار والمعرفة والعَقدُ والرِّضا والتسليم » (12) . القلب السليم

ورد اصطلاح « القلب السليم » في القرآن الكريم في موضعَين: قوله تعالى : ولا تُخْزِني يومَ يُبْعَثُونَ * يومَ لا يَنفَعُ مالٌ ولا بَنونَ * إلاّ مَن أتى اللهَ بقلبٍ سليم (1) ، وقوله عزّوجلّ : وإنّ مِن شيعتهِ لإَبراهيم * إذ جاء ربَّهُ بقلبٍ سليم (2) .
والمراد بالقلب في هاتين الآيتَين ليس البَضعة الصنوبريّة الشكل المودَعة في الجانب الأيسر من الصدر، وإنّما اللطيفة الربّانيّة الروحانيّة المتعلّقة بهذا القلب، ويُعبَّر عنها بالقلب تارةً، وبالنَّفْس أخرى، وبالروح ثالثة (3) .
وجاء في تفسير « قلب سليم » في الآيتين: أي قلب سليم خالص من الشِّرك، بريء من المعاصي والغِلّ والغشّ (4) .
وسُئل رسول الله صلّى الله عليه وآله عن القلب السليم ما هو ؟ فقال: دِينٌ بلا شكٍّ وهوىً، وعملٌ بلا سُمعة ورياء (5) .
وسُئل الإمام الصادق عليه السّلام عن القلب السليم في الآية : إلاّ مَن أتى اللهَ بقلبٍ سليم ، فقال: الذي يلقى ربَّه وليس فيه أحد سواه؛ وكلّ قلبٍ فيه شِرك أو شكّ فهو ساقط (6) . القناطير المُقَنطَرة

القنطار معيار، قيل إنّه مَسْك ثَورٍ ذهباً، وهو المرويّ عن الإمام الصادق عليه السّلام (1) ، وقيل إنّه ألف ومائة دينار، وقيل إنّه وزن أربعين أُوقيّة من ذهب (2) .
والمقنطَرة: المُتمَّمة، كما يُقال ألفٌ مؤلَّفة، أي متمّمة. وقيل: المقنطَرة أي المضعَّفة (3) .
و « القناطير المُقنطَرة » اصطلاح قرآنيّ ورد في القرآن الكريم مرّة واحدة فقط، هي قوله تعالى : زُيِّنَ للناسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِن النساءِ والبنينَ والقناطيرِ المُقنطَرةِ من الذهبِ والفِضّةِ والخَيلِ المُسَوَّمةِ والأنعامِ والحَرْثِ ذلك مَتاعُ الحياةِ الدُّنيا واللهُ عِندَهُ حُسنُ المآب (4) ، حيث ورد في تفسير « القناطير المقنطرة » أقوال تتّفق كلّها في أنّها الأموال المنضَّد بعضُها فوق بعض. وقد نبّهت الآية الكريمة إلى أن هذه الشهوات هي زينة الحياة الدنيا التي لا تلبث أن تزول، وأشارت إلى حقيقة أنّ الله سبحانه عنده حُسن المرجع والمآب (5) .
وعن الإمام الصادق عليه السّلام قال: مَن قرأ مائة آية يصلّي بها في ليلة، كتب اللهُ له في اللوح المحفوظ قنطاراً من حسنات، والقنطار ألف ومائتا أُوقيّة، والأُوقية أعظم من جبل أُحد (6) .