القِسْط
القِسْط والإقساط: العدل، والقِسْط
والقُسُوط: الجَور والعُدول عن الحقّ. يُقال: أقسَطَ
الرجل يُقسِطُ فهو مُقسِط: إذا عَدَل، وقَسَط يَقسِطُ فهو قاسِط: إذا جار (1) .
وقيل: القِسط هو النَّصيب، والقِسط هو أن يأخذ الرجل قِسطَ غيره فهو قاسِط، وذلك جَور؛ والإقساط هو
أن يُعطي قِسطَ غيره فهو مُقسِط، وذلك إنصاف وعدل (2) .
وقد حثّ الله تبارك وتعالى على رعاية القِسط ( العدل ) في الأيتام: فقال تعالى : وإن خِفتُم ألاّ تُقِسِطوا في اليتامى فانكِحوا ما طابَ لكُم
مِن النساءِ مَثْنى وثُلاثَ ورُباع (3) .
وفي الشهادة: في قوله سبحانه : واستَشهِدوا شهيدَينِ من رجالِكُم فإن لَم
يكونا رجُلَينِ فرجُلٌ وامرأتانِ ـ إلى قوله: ذلكُم أقسَطُ عندَ اللهِ وأقوَمُ للشهادة (4) .
وفي الميزان: في الآية
الكريمة وأَوفُوا الكَيلَ والميزانَ بالقِسط (5) .
وفي الحُكم والقضاء، من
ذلك قوله عزّوجلّ : وإن حَكَمْتَ فاحكُم بينهم بالقِسطِ إنّ
اللهَ يُحبُّ المُقْسِطين (6) .
وأوعد القاسطين ـ في المقابل ـ أن يجعلهم حطب جهنم، فقال تعالى : وأمّا القاسِطونَ فكانوا لجهنّمَ حَطَباً (7) .
وفي التنزيل العزيز : أَمَرَ ربّي بالقِسط (8) قيل أي بالعدل
والاستقامة، وقيل : بالتوحيد، وقيل:
بجميع الطاعات والقرب (9) .
والقاسطون: الذين قسطوا، أي جاروا حين حاربوا إمام الحقّ، ومنهم بن أبي سفيان وأتباعه، الذين عَدَلوا
عن أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام وحاربوه في وقعة صفّين،
أخذاً من القُسُوط الذي هو العُدُول عن الحقّ (10) .
وقد رُوي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه أخبر أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه سيُقاتِل بعده
الناكثين والقاسطين والمارقين (11) .
|