القدير
القدير هو الفاعل لما يشاء على قَدْر ما
تقتضي الحكمة، لا زائداً عليه ولا ناقصاً عنه،
ولذلك لا يصحّ أن يُوصَف به إلاّ الله تعالى. والمقتدر يقاربه في المعنى، لكن قد يُوصف به البشر. وإذا استُعمل لله تعالى فمعناه معنى
القدير، وإذا استُعمل للبشر فمعناه المتكلّف والمُكتسب
للقدرة (1) .
و « القادر » في اللغة
اسم فاعل من قَدَر يَقْدِر، والقَدير « فَعيل » منه، وهو للمبالغة (2) .
وقد تكرر اسم « القدير » ـ وهو من أسماء الله تعالى ـ في القرآن الكريم 45 مرّة (3) ، وورد في معظمها بتعبير : إنّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قدير أو ما يقرب منه .
وقوله تعالى إنّ الله على كلِّ شيءٍ قدير عامّ، فهو تعالى قادر على الأشياء كلّها على ثلاثة
أوجه: على المعدومات بأن يُوجِدَها، وعلى
الموجودات بأن يُفنيَها، وعلى مقدور غيرهِ بأن يَقدرَ عليه ويمنع منه (4) .
والقدرة إذا وُصف بها الإنسان فهي اسم لهيئةٍ له بها يتمكّن من فِعل شيءٍ ما، وإذا وُصف الله تعالى بها
فهي نَفيُ العجز عنه، ومُحالٌ أن يُوصَف غيرُ الله سبحانه
بالقدرة المطلقة معنىً وإن أُطلق عليه لفظاً (5) .
|