قبل السياحة
(كشف الأسرار وعُدّة
الأبرار) واحد من أهم التفاسير المكتوبة باللغة الفارسية. وهو ـ إلى
جوار اشتماله على مجموعة من المعارف الإسلامية والعلوم القرآنية ـ يمتاز على
سواه من التفاسير المدوّنة بهذه اللغة بأنّه ـ من الوجهة اللغوية والأسلوبية ـ
يُعدّ من النمط العالي في الأدب الفارسي، ومن النماذج الرائعة لنثر القرن السادس الهجري .
وهذا التفسير بناه الميبُدي على أساس
التفسير المختصر الشديد الاختصار الذي
كتبه الخواجه عبدالله بن محمد الأنصاري الهروي (396 ـ 481هـ ) ، فتوسّع المؤلف في
الشرح والتفسير، وأضفى عليه من ذوقه وأسلوبه ومعارفه ومنهجه ما جعله تفسيراً جديداً أو كالجديد .
التزم الميبُدي في تفسيره منهجاً يقوم أولاً على ترجمة الآيات إلى الفارسية ترجمة تمتاز بالدقة والجمال في التعبير.
ثمّ يورد الأحاديث والأخبار المتّصلة بموضوع الآيات.
وأخيراً: يمضي إلى التفسير الإشاري الرقيق القائم على
الذوق العرفاني، ويدوّن المعاني الطريفة التي استنبطها من القرآن الكريم .
ومؤلف (كشف الأسرار وعدّة الأبرار) هو: أبو
الفضل رشيد الدين أحمد بن أبي سعد بن أحمد
الميبُدي، من رجال القرن السادس الهجري. وقد شرع بكتابة تفسيره هذا عام (520هـ). وطُبع الكتاب في عشرة أجزاء تضمّ حوالي (6500) صفحة. وقد
وُضِعت له فهارس موضوعية وفنية، وقامت حوله دراسات وبحوث
متنوعة .
وهذا الذي نقدّمه لكم الآن ـ أيها الأصدقاء
ـ هو نماذج مختارة وصور معبّرة.. نرجو أن تُعين على تذوّق المعنى القرآني،
والخروج من حدود الفهم «الذهني».. إلى السياحة المعنوية المتحرّكة، وإلى الشفّافية الروحية والصفاء الداخلي .
وقد حاولنا أن تكون ترجمتنا لهذه النصوص المختارة من (كشف الأسرار) ترجمة دقيقة في إيصال المعنى، ورقيقة في
إيصال التذوّق والتجربة الروحية، وفي التعبير عن الدقائق
الطريفة والإشارات اللطيفة. ومن الله سبحانه نستمدّ
العون والتوفيق .
|