الهجر المعنوي
يحمل
القرآن في طياته القيم والمفاهيم والبرامج التي يحتاجها
الإنسان
في حياته، والقرآن مشروع تحرير
وتنوير
«
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ
إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ » ( سورة لأعراف آية157 )
وعلى
الرغم من أننا نقرأ هذه الآية وأمثالها ولكنها لاتحرك فينا ساكناً ،
ذلك
لأننا نعيش حالة الهجر مع القرآن ، كالولد الذي يسمع كلمات أبيه دون أن يعمل
على
تطبيقها استهانة واستخفافاً
إن
أمتنا الإسلامية تمتلك أفضل البرامج وأفضل
القيم لإدارة حياتها؛ وأول برنامج يراه القرآن الحكيم هو العلم والتعلم
﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ
رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ
﴾ ( سورة العلق آية1) فماهي مدى
استجابتنا للقراءة والمطالعة وهي أول آية ينزل بها كتابنا
؟
وأين
نحن من الشورى أين التعاون والوحدة أين النظام أين وصلنا
بمستوانا
السياسي والاجتماعي والديني المعاش.. إن تخلفنا في كل ذلك مؤشر واضح على
داء
الهجر الذي انتابنا فصار القرآن لايتجاوز تراقينا
ينبغي
لنا أن نراجع أنفسنا (حاسبوا أنفسكم قبل
أن تحاسبوا) على الصعيدين الظاهري والعملي ، ماذا تركنا
وماذا
ينبغي علينا أن نصل وماذا نترك حتى يصدق علينا أننا متمسكون بالقرآن بعيدين
ممن
يقف الرسول الأعظم في قبالهم وهو ينادي ﴿ يَا رَبِّ
إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا
هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً
﴾ .
| |